سوهاج

ابحث فى الموقع

يقف العالم عاجزًا عن إيقاف المجازر في سوريا

03/06/2012 04:29

تصريحات عدة لدول كبرى تحذر من نشوب حرب أهلية في سوريا، وحقيقة لا نعرف الهدف من تلك التصريحات وتكرارها بشكل يومي على ألسنة السياسيين الغربيين والدوليين وربما الهدف الحقيقي هو تبرير عجز الأسرة الدولية عن التدخل العسكري في سوريا، وهو عجز مردُّه عدم الرغبة والتخوّف من حسم المسألة وتأجيلها إلى شهور أخرى، وربما أعوام حتى يتمكّن النظام السوري من قتل المزيد من الشعب وإخماد الثورة بالمجازر اليومية على غرار مجزرة الحولة.

 

فخ الحرب الأهلية تمّ نصبه من قبل النظام البعثي منذ بداية الثورة وقد حذر الأسد الغرب والعالم من هذه الحرب، ونجحت خطته في تعميم رؤيته للمأساة السورية وهو الذي لعب على وتر الطائفية والأقليات، وهو خير مَن يدرك مدى حساسية تلك النقطة لدى أمريكا وأوروبا، وبذلك نجح في شل قدرتها على العمل الجذري، وأبقى المسألة في أروقة الأمم المتحدة وغير الفاعلة بعد أن ضمن موقف روسيا المتواطئ.
تحذير آخر بدأنا نسمع نغمة تكراره وهو امتداد الحرب الطائفية والنزاعات الأهلية للدول المجاورة لسوريا مما يضع المنطقة على شفير الخطر والدمار

للخلف

 مثل تلك التبريرات الواهية من نتاج النظام ومع الأسف سقط في شركها المجتمع الدولي ولا ننكر أنها لعبة تفوق في تسويقها نظام الأسد ومخابراته التي اخترعت معها تنظيمات جهادية لتخويف الغرب خوفًا من ارتدادها على المنطقة.

سياسيًا وأخلاقيًا لا يمكن القبول بتلك المبررات ولعل ترك النظام يمارس لعبته في القتل والمجازر هو من يقود إلى حتمية الفوضى وإيقافه عند حدوده هو الحل الأمثل لتجنب أي حرب أهلية ويمكن للغرب ان ينفذ آلية المعابر الآمنة كحل أولي لإظهار جدية المجتمع الدولي على إنهاء المأساة ولدفع رئيس النظام وحزبه على الرحيل مع الحفاظ على سوريا موحّدة قوية.
لا نعرف بالتحديد ما تفكّر فيه روسيا وكذلك أمريكا لحسم المسألة، وهل صراع النفوذ في المنطقة يأتي على حساب شعب يُقتل كل يوم؟ ما هو الثمن الذي يجب أن يدفعه الشعب حتى يقبل أقطاب الدول الكبرى بفكره التدخل أو الممرات الآمنة؟

بالتأكيد لن يرجع الشعب عن ثورته مهما كانت المؤامرات الدولية والتسويات المطلوبة؛ لأنها ثورة لا حدود لها، وبعد كل تلك التضحيات من المؤمل أن يقتنع المجتمع الدولي بأن خيار الحرية للشعب السوري هو الحل الوحيد لاستقرار سوريا ومناعتها الوطنية التي يحاول تهشيمها النظام، وحتى يقتنع العالم بذلك لن تهدأ النفوس والهمم للشعب السوري حتى يتم الإطاحة بالجلاد ونظامه. 

 

جميع الحقوق محفوظة 2008 ©