سوهاج

ابحث فى الموقع

مبادرة السلام العربية والتخاذل العربي

03/06/2012 04:18

  انطلق في العاصمة القطرية امس اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية ويناقش الاجتماع الخطوات المقبلة فيما يخص عملية السلام مع الجانب الاسرائيلي وتقييم الموقف بناء على هذه المقترحات التي يقدمها الرئيس الفلسطيني ابومازن.

للخلف

 هذا الخبر الموجز تناقلته وكالات الانباء يوم امس من باب تحصيل حاصل حيث اصبحت مبادرة السلام والصراع العربي الاسرائيلي ترفاً كبيراً لا تلتفت اليه وكالات الانباء ولا تهتم به الفضائيات لان في الواقع العربي ماهو اكثر إلحاحاً حسب اولويات الانباء.

نعم توارى الصراع العربي الاسرائيلي و لم يعد احد يتذكر متى تمت آخر اجتماعات العرب بهذا الشأن مع ان القضية الفلسطينية لب الصراع في الشرق الاوسط وعبرها تتقاطع مصالح الدول الكبرى ومصالح دول الشرق الاوسط وعبرها يتم تدشين متاريس من قبل الممانعة كما يدعي ذلك النظام السوري للالتفاف على استحقاقات الشعب السوري في الحرية والعدالة والديمقراطية.
منذ اكثر من نصف قرن والقضية الفلسطينية ورقة تستخدمها الانظمة والحكومات والدول الكبرى في حروبها مع بعضها البعض والاكثر صلابة هي اسرائيل التي مازالت متمسكة برؤيتها واحتلالها رغم تعاقب الحكومات لأنها تملك رؤية استراتيجية مبنية على مبدأ القوة وعلى حليف امريكي وانتهازية اوروبية تعاملت مع الحقوق العربية بصفاقة واذلال كبير ولان العرب لم يتفقوا يوما على رؤية واحدة في قضيتهم المصيرية وكذلك الفلسطينيون لم يتفقوا ايضا على رؤية واحدة في مواجهة عدوهم الاسرائيلي لذلك ليس بمستغرب ان تكون مبادرة السلام العربية مثل السلحفاة البطيئة التي لا يثير مشيها اي التفات من احد.
مؤسف جدا ان يبقى العرب اسرى التفكير القديم في ادارة ومواجهة الصراع مع اسرائيل وان ينتظروا موافقة اسرائيل وامريكا على مقترحاتهم دون ان يغيروا ميزان القوى مع اسرائيل ودون استخدام كافة اوراقهم السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع الدول المنحازة اصلا لاسرائيل وهو خطأ استراتيجي كبير منذ عشرات السنين ارتكبوه دون قدرة حقيقية على تصحيح الخطأ.
نعم بكل وضوح نحن في عالم لا يحترم سو ى الدول القوية الصلبة التي لا تستسلم للضغوطات وتفعل كل امكانياتها ومواردها من اجل تحقيق اهدافها وطموحاتها ومن المؤمل ان يفيق العرب ويلزموا انفسهم بما يجبر الدول الاخرى على التعامل مع قضاياهم بجدية وحسم فلا يمكن ان تبقى عاجزا وتطالب بحقك وليس هناك من سبيل سوى اعادة النظر جذريا في ادارة صراعنا مع كيان مغتصب لاراضينا ولحقوق الشعب الفلسطيني حتى نتمكن من استرداد ما فقدناه.

 

 

جميع الحقوق محفوظة 2008 ©